الرئيسية > الانتاج العلمي > المقالات > أوجاع تعليمية 3 وجـع المنهج بين التطوير والتضليل

أوجاع تعليمية 3 وجـع المنهج بين التطوير والتضليل

21-06-2020

لقد بدأت سلسلة اوجاع تعليمية بوجع المعلم ثم وجع الطالب والان سأنتهي بالوجع الأكبر وهو وجع المنهج الذي يعتبر العمود الثالث في العلمية التعلمية وهو الذي ان صلح سيصلح معه أشياء كثيرة في العملية التعليمية   .... وسوف اتناول هذا الوجع بطريقة مختلفة عن الطرق التي تناولت بها الاوجاع السابقة حيث سيكون هناك حديث بيني وبين المنهج، وسيتهمني الكثيرون بالجنون لأنني اتحدث إلي المنهج وفسأجيبهم قائلا تحدثي معه لأعرف اكثر ما بداخله من عبأ وتعب فهيا بنا ننطلق سويا في رحلتي في الحديث مع المنهج.

في البداية سألت المنهج عرفني بنفسك فأجابني ..... 

قال تعالى في محكم كتابه العزيز: ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾ [المائدة: 48]، وورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله (مرعي، 2004: 21): "لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ترككم على طريق ناهجة “،إن كلمة المنهاج والطريق الناهج تعني الطريق الواضح، ويعزز هذا المعنى ما جاء في المعجم الوسيط: أن أصل كلمة المنهج هو نهج، ويقال: نهج فلان الأمر نهجًا؛ أي: أبانه وأوضحه،  ونهج الطريق: سلكه، والنَّهْج- بسكون الهاء -: سلك الطريق الواضح أما ابن منظور في لسانه فقد أورد: أنهج الطريق: وضح واستبان، وصار نهجًا واضحًا بينا والمنهج عنده- بفتح الميم وكسرها- هو النهج والمنهاج؛ أي: الطريق الواضح والمستقيم.

وتقابل كلمة المنهج في اللغة الإنجليزية كلمة Curriculum، التي تعود إلى أصل لاتيني، هو Currere، التي تعني مضمار السباق؛ أي: هي المسار الذي يسلكه الإنسان لتحقيق هدف ما.

وبعد ما أوضح لي ما هو المنهج قمت بطرح سؤال اخر عليه وهو: لماذا يتهمك الناس بانك تحتاج الي تطوير دائما وأنك لا تحقق مخرجات تعلم جيدة؟

 فتنهد قائلا .... كما ذكرت لك سابقا ان المنهج " الطريق الواضح والمستقيم. أو هي المسار الذي يسلكه الإنسان لتحقيق هدف ما" لذلك اذا كان الطريق غير واضح ولا يحقق هدف فقد احتاج الي تطوير ولكن اذا نظرنا لعدد ليس بالقليل من القائمين على إعداد المناهج و المتخصصين بها فهم لا يضعوا المناهج بشكل واضح لتحقيق اهداف واضحة مما يؤدي الي الاحتياج لتطوير هذا الطريق الغير واضح، فسألته كيف تتهم متخصصين بهذا الاتهام فأجاب قائلا اعطيني فرصة للدفاع وتقديم إثبات على ما ذكرته من اقوال علي القائمين علي إعداد المناهج، حيث انهم يعدوا المناهج بشكل معرفي جميل كمعرفة ولكن يحمل الكثير من الغموض حيث يعتمد أكثر علي إكساب الطالب معلومات كثيرة خلال مراحل دراسته وتكون معلومات جيدة وجميلة ولكن يجدها الطالب غامضة ولا يظهر المنهج له كيفية الاستفادة منها وتطبيقها في الحياة الواقعية  فيكون هناك فجوة بين ما يدرسه الطالب وما يواجه في الحياة فيري الطالب ان ما درسه في المناهج لا يفيد الا في الحصول علي الشهادة فقط انما الحياة لها مهارات وأدوات اخري يكتسبها من خلال احتكاكه بالحياة بعد الانتهاء من الدراسة، لذلك طرق  اعداد المنهج بها خلل كبير فهو معد جيدا معرفيا ومعلوماتيا ولكنه بعيد كل البعد عن حياة الطالب وما يحتاجه، فرددت عليه قائلا انه يتم تطوير المنهج بشكل مستمر لكي يصلح المتخصصون هذه الأمور فأجابني قائلا : عندما يتم التطوير لا يتم الا علي الشكل فقط، ولا يتم بما يفيد الطالب ويربط ما درسه من معلومات بما سيواجه في الحياة اثناء الدراسة وبعد التخرج ..... ثم أفحمني بكلمات أخيرة جعلتني اسكت بشكل نهائي عن الأسئلة عندما اخذ الخاتمة التي ختمت بها مقالي وجع الطالب “إذا لم نجد كتب ممزقة واوراق مبعثرة في باحات مدارسنا وخارجها، مع الانتهاء من كل فصل دراسي ستعرف وقتها ان المنهج أصبح شيء أساسي في حياة الطالب يستفيد منه " 

انتظروني إذا كان في العمر بقية ... مع مقالات اخرى تنفعكم وتكون لبنه في تطوير التعليم في وطننا العربي الجميل  د. محمد شلتوت 

مراجع للرجوع اليها:

مقالة المنهج.. مفهومه وأسسه العامة د. خالد حسين أبو عمشة

رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/88813/#ixzz4eOoce0pD

تم النشر في : مجلة فكر الثقافية، العدد 20 اغسطس– اكتوبر 2017 م. رابط المقال: http://www.fikrmag.com/article_details.php?article_id=577

تنزيل
  • ذات صلة

    مشاركات وتعاون محطات فى حياتى

    اتصل بنا تواصل معي

    البريد الإليكتروني

    shaltot@icloud.com

    الهاتف

    0000000

    قنوات التواصل الاجتماعى

    جميع الحقوق محفوظة 2020